٠٧‏/١٢‏/٢٠٠٨

عمي الحاج محمد مدبولي ... أخي الاكبر في دار الحق

عمي الحاج محمد مدبولي ... أخي الاكبر في دار الحق


13433181.jpg picture by el-ghazawy


انت في دار الحق تعلم مكانتك عندي امام الله ... ومكانك في قلبي الي اي مدي اكن لك حبا ... خسرت حضنا كنت القي نفسي فيه ... لاشبع من حنين وطني وطين ارضه وعرق رجاله... كنت دعامة وضعها الله في طريقي ، والتقينا وكان ثالثنا الحاج احمد مدبولي رحمه الله ، كنت اطلالة القدره علي ، وفرت لي كل ما تمنيت ، وفتحت لي ابواب مخازنك ، ولم يكن المال مانعا عندك ان احمل من الكتب ما أشاء لحين ميسره ، وكنت باب خيرا ما ان نقول لحين ميسره ، حتي تتيسر الاشياء ، أنال ما أشاء ، ويتوفر الرزق من الخالق عز وجل.


لا انسي عندما كان ينشر كتاب خريف الغضب بالجرائد العربيه ، وامر عليك بعد الظهر وانت جالس لتنهي الحلقه التي وصلتك ، لاستلمها ، ولم تكن لي وحدي ، كنت ما ان اتسلمها حتي تنتشر بين كل الرفاق ، وندعوا لك.


ولا انسي يوم ان خرج علينا الحاج احمد رحمه الله ونحن معا علي الفرشه ، وباغتني باسما : ليك عندي هديه ، وكانت نسخة "خريف الغضب" الانجليزيه.


لا انسي عندما كانت تمنع الكتب ، او الجرائد العربيه ، وأسألك أي منها ، وتتحمل مسئولية توفيره ، الجرائد فورا وربما يومان علي اكثر تقدير ، والكتب هي المفاجأه ، انها تمنع وهي بأيدينا ، كنت تكسر كل الحواجز المانعه للمعرفه ، وبمنتهي الهدوء ، والجرائد الممنوعه مجانا ، واي شئ يا حبيب القلب كنت تقدمه دون مَن ، وبكل الود ، وكأنك كنت ترعانا ، أنا ومن لم تلتقي بهم ، وكلهم يعرفون موقفك ، والله ايضا يعلم بكل هذا.


مجرد ان ينتهي معرض القاهره تفتح لي مخزنك ، اطوف فيه ساعات ، واحمل وامضي ، كنت بوابة الخير يا حاج محمد.


وينتقل الحاج احمد الي جوار ربه ، واجلس اليك في عزاءه ، وكأنني فقدت أخي وأنت تواسينا ، رحمكما الله ، واخلف علي اولادكما نعمة التلاقي التي كانت بينكما.

1015-1.jpg picture by el-ghazawy

قرة العين ، عمنا الحاج محمد مدبولي ، او عمي الحاج كما كنت اناديك وانا احضنك او ارتمي في حضنك ، ورنين صوتك ينادي : اهلا ياباشمهندس ، من سيلقاني هناك الآن ، العين تدمع يا حاج ، والله ارحم بعباده من الدنيا الفانيه.


الهي .. هذا عبد من عبادك أتاك وانت الرحمن الرحيم ، وانت سبحانك تعلم ما قدم ، وكيف كان يتعامل معنا ، وكيف كان يتيح لنا أن نؤدي قولة الحق سبحانك " إقرأ " ، وتعلم يا الهي مدي حبنا لهذا الرجل ، فأسألك يا ربي ، بكل الخير التي اتانا علي يديه ، وبكل الحنان الذي رعانا به ، وبكل الصدق فيما فعله معنا ، ان تغفر له وان تعفوا عنه وان تسكنه فسيح جناتك.


الي اللقاء يا حاج محمد ... يا عمي الحاج محمد ، وانت تدرك شوقي الي حضنك.


رحمك الله وغفر لك


مصطفي الغزاوي