٠٧‏/٠٩‏/٢٠٠٧

الحرب .. متي واين؟

الحديث عن الحرب، الدم دخان المعارك وصوت الانفجارات والقدر المختبئ بشظايا القنابل ، لا يغني معه الورق والاحبار ونوع الخط ولونه، ولا الكلمات من خلف ميكروفون، الحديث عن الحرب (وهي تدمي القلب) لا يصلح معها جنرالات المقاهي او النت كافيه.
وعدم الحديث عنها ، الآن هو انتحار، هو استسلام دون محاولة الدفاع عن حق الحياه، وهو حق يؤخذ ولا يمنح.
وليس هناك حديث عن الحرب في المطلق، ولكن الحديث عن الحرب يبدأ من تحديد اطراف الصراع، وهو امر اعمق من الحديث عن الخنادق ومسرح العمليات. هو رؤية شامله، لا تستنكر من العدو عملا مهما بلغت دونيته ولا تتهاون في ادراك حقيقة أنها ليست حروب الفرسان مهما تنامي الي سمعنا او اخذ البعض منا تهويمات الممكن والمستحيل او اماني لا تستند الي واقع يمكنها من الوجود والتحقق.
هي حربنا نحن وليست حرب الآخرين. اعلنوها هم علينا فلا فكاك الا ان نخوضها ولن يحول دونها ان يضع احد رأسه في الرمال، معتقدا ان احدا لن يراه، او متنصتا لوقع اقدام تهرول نحوه لاصطياده.

ورغم ان الحديث في مصر من رغيف الخبز وحتي التعديلات الدستوريه ليس ببعيد عن الحديث عن الحرب الا ان تناوله علي انه اخطاء حكومة يمكن تصحيحها او سوء تقدير يمكن تداركه،هو تهاون لا يستقيم وحقائق ما يدور من حولنا. هو الحرب الاستباقيه بادوات داخليه, تفرغ مصر من مضمونها وتمهد لسكين التقسيم بعد ان عزلتها عن محيطها الاستراتيجي، واكثر من هذا كسرت حدود مصر الجغرافيه وجعلتها تنكمش الي الوادي، وفرضت حصارا داخل الوادي علي المخزون الشعبي وهو الرصيد الاستراتيجي لمصر، بعمل دؤوب لتفريغه من مكوناته الحضاريه وانتماؤه وتحت عناوين براقه هي في الاغلب واردة من الغرب الامريكي.
مصطفي الغزاوي

0 comments: